.

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

طريقك لمعرفة ملخص عن الصحافة الإلكترونية ج7


المطلب الرابع
الفنون التحريرية وقوالب التحرير الصحفي الإلكتروني

تهدف الورقة البحثية في هذا المطلب التعرف على الفنون التحريرية للصحف الإلكترونية، و قوالب التحرير الصحفي الإلكتروني، و التحديات التي تفرضها الصحافة الإلكترونية على التحرير الإلكتروني.
        تقوم البنية الموضوعية للرسالة الصحفية على جدلية العلاقة بين الشكل الصحفي والمحتوى، حيث إن معظم الأفكار الصحفية لا تصلح للمعالجة إلا على مستوى أشكال صحفية معينة، وتؤثر التغييرات التي تطرأ على الأشكال الصحفية على طبيعة المضامين الصحفية، إلى جانب أن التطورات التي تسود المضمون الصحفي تؤثر على طبيعة الشكل الصحفي، حيث إن العلاقة بين الشكل الصحفي والمحتوى علاقة جدلية في الأساس تعتمد على علاقات التأثير.
  إن الوظائف المتعددة هي التي توجد الشكل الصحفي المناسب، فلكل وظيفة أشكالها الصحفية التي تناسبها، والتي تقوم من خلالها الصحيفة الإلكترونية بأداء وظائفها المختلفة في ظل المنافسة الشديدة من جانب وسائل الاتصال الأخرى خاصة في ظل إمكانية الاستفادة من مظاهر التطور التكنولوجي.

أولاً: الفنون التحريرية للصحف الإلكترونية
يختلف أسلوب التحرير الصحفي باختلاف الفنون والأنماط والقوالب الفنية للتحرير الصحفي، وهي:
1.    الخبر الصحفي الإلكتروني:
لعل من أبرز معالم التطور الذي شهدته الصحافة المطبوعة كان ظهور "الصحيفة الإلكترونية في إشارة إلى الصحيفة اللاورقية التي يتم نشرها على شبكة الإنترنت، ويقوم القارئ باستدعائها وتصفحها والبحث داخلها، بالإضافة إلى حفظ المادة التي يريدها منها، وطبع ما يرغب بطباعته.
من هنا ظهر مفهوم "الخبر الالكتروني" الذي يشير إلى الأخبار التي يتم بثها على مواقع الصحف الإلكترونية، وتخضع هذه الأخبار في غالبية المواقع إلى عملية تحديث مستمرة، وتزود شأنها شأن الأخبار الصحفية والتلفزيونية بالصور والخلفيات، إلى جانب ربطها بالأحداث المشابهة وقواعد البيانات والمعلومات (1).
مميزات الخبر الالكتروني:
١-تعدد الوسائط المستخدمة في تقديم الأخبار إذ لا يقتصر الأمر على الكلمة المطبوعة والصورة الفوتوغرافية كما هو الحال في الخبر الصحفي، كما لا يقتصر على الكلمة المنطوقة والصورة المتحركة كما هو في حال الخبر الإذاعي والتلفزيوني، فالخبر الإلكتروني يقدم مزوداً بكل الوسائط السابقة، إذ يشمل الكلمة المطبوعة والصور الثابتة والمتحركة، كما يمكن لمستخدم الكمبيوتر الاستماع للخبر صوتياً.

٢-تعدد المصادر وتنوعها، إذ لا يكون المستخدم مكرها كما هو الحال في الصحافة الورقية والمحطات الإذاعية والتلفزيونية على التعرض فقط للأخبار التي يجمعها مندوبو الصحيفة، وتعكس وجهة نظرهم وتقديرهم الشخصي للأحداث، ويستطيع التنقل بين المواقع للتعرض لمختلف الروايات في الحدث الواحد.
٣-التحديث المستمر للأخبار على مدار الساعة.
٤- البحث داخل الأخبار وفي الأرشيف الإخباري سواء داخل الموقع أو في شبكة الإنترنت. 
٥-ربط الأخبار المنشورة بالأخبار المشابهة لها داخل الموقع أو في المواقع الأخرى، و تقديم إضافات أكثر و خلفيات عن الأحداث والشخصيات والأماكن الواردة في الخبر.
خطوات التحرير الصحفي الإخباري: (1)
1)    التخطيط لتغطية الخبر المتوقع، وتحديد المحاور، وتقسيمها بين المحررين.
2)    جمع المعلومات المتعلقة بالخبر من المصادر المختلفة.
3)    التقاط الصور الرقمية المناسبة للخبر.
4)    مراجعة المادة الصحفية المكتوبة واستكمالها.
5)    تقييم المادة لمعرفة مدى صلاحيتها للنشر.
6)    تجهيز الرسوم التعبيرية واليدوية المصاحبة للموضوع.
7)    تحديد شكل المادة الإخبارية.
8)    التحرير النهائي للنص.
9)    المراجعة النهائية.
10)         التقييم النهائي للنص وتحديد أولويات النشر.
     
2.    التقرير الصحفي الإلكتروني:
 هو "مجموعة المعارف والمعلومات حول الوقائع  في سيرها، وحركتها الديناميكية، كما أنه لا يستوعب الجوانب الجوهرية في الحدث كما هو الشأن في الخبر، وإنما يستوعب وصف الزمان، والمكان، والأشخاص، والظروف التي ترتبط بالحدث"، ويسمح التقرير الصحفي بإبراز الآراء الشخصية و التجارب الذاتية للمحرر" (2).
التقرير الإلكتروني: "هو مادة إخبارية تخدم فكرة واحدة، وتعلق على ما هو أعمق من الخبر، ويستمد من المعلومات الموثقة"(3).
شروط التقرير الصحفي الإلكتروني:
v    ينبغي أن تتوفر في التقرير الصحفي الإلكتروني مجموعة من الشروط، هي:
v    ألا تتجاوز عدد كلماته 400 كلمة.
v    الالتزام باللغة المباشرة، والأسلوب البسيط الواضح.
v    يمكن استخدام معلومات وإحصائيات لتعزيز محتواه في أقل قدر ممكن من الكلمات.
v    لا يذكر المحرر رأيه في التقرير الإلكتروني.
عناصر التقرير الإلكتروني: (1)
v    تمهيد عن موضوع التقرير.
v    شرح الأحداث الجارية.
v    خلفية عن الأحداث الماضية.
v    تفسيرات وتعليقات الأشخاص المشتركين في الحدث.
v    وثائق وإحصاءات في موضوع التقرير.
v    مشاهد حية من قلب الأحداث.
v    الربط بمواقع لها علاقة بموضوع التقرير.
v    نتائج الحدث.

3.    التحقيق الصحفي:
التحقيق الصحفي واحد من أهم الفنون الصحفية، فهو يجمع بين عدد من الفنون التحريرية في آن واحد، حيث يجمع بين الخبر والحوار والرأي، وهو من أصعب الفنون التحريرية، إذ يتطلب مقدرة وكفاءة عالية من المحرر، ويعد المحقق أو الصحفي بقسم التحقيقات من أهم الصحفيين في أي مؤسسة إعلامية، وحتى يكون الصحفي في هذا القسم لابد وأن يكون ذا خبرة ومراس في مجال الصحافة، حيث يكون قد تعلم وعرف كيف يحصل على الخبر، وكيف يجري الحوارات واللقاءات الصحفية، وكيف يفسر أو يعلق على ما يقال من آراء، وكيف يوازن بينها، ليقدم في النهاية تحقيقاً صحفياً يفسر الواقعة أو الحادثة أو القضية موضع التحقيق (2).
يقوم التحقيق الصحفي على خبر أو فكرة أو مشكلة أو قضية يلتقطها الصحفي من المجتمع الذي يعيش فيه، ثم يقوم بجمع مادة الموضوع بما يتضمنه من بيانات أو معلومات أو آراء تتعلق بالموضوع، ثم يزاوج بينها للوصول إلى الحل الذي يراه صالحاً لعلاج المشكلة أو القضية أو الفكرة التي يطرحها التحقيق الصحفي.
4.    فن الحديث الصحفي:
الحديث الصحفي هو :" فن يقوم على الحوار بين الصحفي وشخصية من الشخصيات، وقد يستهدف الحصول على أخبار ومعلومات جديدة، أو شرح وجهة نظر معينة، أو تصوير جوانب طريفة أو غريبة، أو مسلية في حياة هذه الشخصية 
لا يختلف الحديث الصحفي الإلكتروني عن الحديث الصحفي، إلا أن صياغته تأخذ جانباً من الاعتبارات التي توفرها التقنية الحديثة التي تسمح للصحفي بكتابة الحديث الصحفي باستخدام وسائل أخرى إلى جانب الكلمات، مثل: لقطات الفيديو، والمقاطع الصوتية، والروابط الفائقة.

خطوات تحرير النص غير الإخباري: التقرير، والتحقيق، والحديث: (1)
1.    اختيار الفكرة وتحديدها، ويجب أن تكون الفكرة جديدة، أو يتم تناولها من زاوية جديدة.
2.    مراجعة الفكرة وتحديدها وإقرارها من المحرر المسئول.
3.    جمع الخلفيات والمعلومات والتفاصيل المكتوبة أو المصورة.
4.    جمع المعلومات اللازمة لنص الحديث، ويتم جمعها بواسطة المحرر أو فريق العمل، وتجمع من المصادر الوثائقية أو من المصادر الحية.
5.    التقاط الصور الرقمية وتجهيز الرسوم.
6.    مراجعة النص واستكمال المواد الناقصة التي تم جمعها.
7.    تحديد شكل الموضوع والبناء الفني.
8.    تحرير النص الصحفي.
9.    المراجعة النهائية للنص لغوياً ومعلوماتياً وأسلوبياً وقانونياً.
10.         التقييم النهائي وتحديد أولوية النشر.

5.    فن المقال الصحفي:
يعد المقال الصحفي الأداة الصحفية التي تعبر بشكل مباشر عن سياسة الصحيفة، وعن آراء بعض كتابها في الأحداث اليومية والجارية، وفي القضايا التي تشغل الرأي العام المحلي والدولي، ويقوم المقال بشرح وتفسير الأحداث الجارية والتعليق عليها بما يكشف أبعادها ودلالاتها المختلفة، ويتمتع المقال الصحفي بخاصية النشر اليومي، مثل: المقال الافتتاحي (2).
يعتمد المقال على طرح فكرة جديدة أو رؤية خاصة لموقف من مواقف الحياة، أو يعرض مشكلة أو قضية أو حدث، ويكشف عن أبعادها، ومعانيها، ويساعد في تكوين وجهة نظر تجاهها، وينشر في مواقع بارزة على صفحات الصحف، ويوضع له أيقونة مميزة في الصحف الإلكترونية.
وفيما يتعلق بالعمود الصحفي يتعين الإشارة إلى أن الصحيفة الإلكترونية لا تعتمد على الأعمدة مثل الصحيفة المطبوعة، بل تعتمد على الفضاء الذي تتيحه الشاشة (3).
خطوات تحرير النص غير الإخباري " المقال": (4)
1.    تحديد فكرة النص الأصلي.
2.    تحديد المعلومات اللازمة.
3.    جمع البيانات الحالية والراهنة.
4.    اختيار البناء الفني لنص المقال.
5.    تحرير المقال.
6.    مراجعة المقال لغوياً ومعلوماتياً وأسلوبياً وقانونياً.
7.    استكمال المعلومات وإعادة الصباغة في بعض الأحيان.
8.    التقييم النهائي وتحديد أولوية النشر.

6.    القصة الصحفية الإلكترونية: (1)
هي القصة التي تبنى على خبر صحفي، ويجد الصحفي أنه يمكن أن يكتب عنها موضوعاً جذاباً، وتحتاج القصة الصحفية الإلكترونية أن يكتبها الصحفي الذي يتمتع بالإحساس الصحفي، حيث يستطيع أن يتنبأ بالأحداث، ويستعين بالوسائل التي تساعده على كتابتها في وقتها ومكانها، وتركز القصة الإخبارية على إخبار القارئ بما حدث، وأين، ومتى، وغير ذلك من الأسئلة الإخبارية، مع الاستعانة بوجهات النظر والاقتباس من التصريحات.
عناصر بناء القصة الصحفية:
v    مقدمة تتضمن أكثر من زاوية إخبارية.
v    معلومات لشرح وتفسير ما ورد في المقدمة.
v    مادة ثانوية وعدد من الموضوعات والزوايا الإخبارية الفرعية.
v    خدمات ضرورية.
v    تفسير أكثر للأفكار المتضمنة في المقدمة.

7.    التغطية الخاصة:
تركز على الشكل المباشر، وتقديم صورة أكثر مباشرة للموضوع، وهي التغطية المستخدمة لإضاءة حدث معين، وإبرازه باستخدام تقنيات الإنترنت، ويستخدم هذا الفن تقنية الفلاش (2).
8.    الكاريكاتير: (3)
فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما؛ بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي، وفن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً.
يقوم الكاريكاتير بدور بارز في النقد حيث يعكس شخصية الفنان الذي يرسمه، وهو يمثل أحد الأشكال الصحفية الخاصة بالرأي يحمل فكرة ما، ويلفت انتباه القراء إلى موضوع هام، ويقوم الرسام بتقديمها للقارئ في خطوط معبرة، ثم يضيف إليها كلمات قليلة، ولكنها لاذعة.
تفرد الصحف الإلكترونية وصلة مخصصة لعرض صورة الكاريكاتير كاملة، وقد تضع أرشيفاً كاملاً للكاريكاتير على مواقعها الإلكترونية.
9.    الماجريات: (1)
تتناول الماجريات ما يحدث في جلسات الهيئات ذات الصلة بالمصالح العليا للدول، والتي تهتم بجمهور القراء، وهو ما يشير إلى أن المجريات تقوم بالكتابة عن الهيئات والمنظمات والمجالس التي ترعى مصالح هذه الفئة من الجمهور، ويتعين على كاتب المجريات أن يختار الموضوع الذي يهم غالبية جمهور القراء، وتأخذ المجريات أشكالاً عديدة، مثل: المجريات القضائية، والمجريات الدبلوماسية، والمجريات النيابية.
" اتخذ فن المجريات أهمية خاصة في الصحف الإلكترونية؛ ويرجع ذلك لما تقدمه الصحف الإلكترونية  لجمهور القراء من خدمات ومعلومات حول ما يجري من شئون داخلية وخارجية، تتعلق مصالح القراء، وتدخل في حياتهم اليومية".
مما سبق يتبين أن أشكال الفنون الصحفية المستخدمة في الصحيفة الإلكترونية لا تختلف عن أشكال الفنون الصحفية في الصحيفة المطبوعة، إلا أن الاختلاف الرئيس يكمن في الإضافات التي أوجدتها التقنيات التكنولوجية الحديثة، ومن صورها: استثمار إمكانيات الوسائط المتعددة، والوسائط الفائقة، والنص الفائق، إلى جانب توظيف الصوت والصورة في داخل تلك الفنون الصحفية، مما منح هذه الفنون حيوية، وباتت قادرة على جذب جمهور القراء، هذا إلى جانب حجم المعلومات الذي توفره الصحافة الإلكترونية، وتنوع مصادر المعلومات الصحفية، وتخصصها.

ثانياً: استخدام الفنون الصحفية بشكل مركز (2)
 إن أهم ما يميز موقع الصحيفة الإلكترونية عن غيره من المواقع اعتماده على محترفين في المجال الصحفي، واستخدامه لعدد من الفنون الصحفية، فلا يركز على الخبر فقط كما تفعل المواقع الإخبارية التي تعتبره المادة الرئيسة للموقع، إلى جانب أن التركيز على استخدام مختلف الفنون الصحفية يكسب الموقع سمة تميزه عن سائر المواقع التي قد تكون خدمية أو تجارية أو حكومية مع الرغبة في الاستفادة من مزايا الإنترنت، وطور الصحفيون العديد ممن الفنون المستحدثة التي تقدمها الويب كوسيلة اتصالية، مثل :
1- ما بعد النشر المطبوع:
     يتمثل هذا في إعادة تقديم المواد التي سبق نشرها مطبوعة مضافاً إليها عناصر أخرى، مثل: تطبيقات الوسائط المتعددة، وإمكانيات الربط والإحالة عن طريق الوصلات، ويعد هذا الشكل فعالاً عند التعامل مع مواد سبق عرضها مطبوعة؛ لكونه يسمح بإدخال التجديد والتعديل عليها حتى تصلح للنشر الفوري لكنه في الوقت نفسه لا يستفيد بشكل كامل من إمكانيات ومزايا النشر الفوري.
2- الشكل التفاعلي:
     يعتمد هذا الشكل على الدمج بين البناء السردي الخطي وغير الخطي مع إرشاد المستخدم لكيفية  تعامله مع المادة، ويمكن هذا الشكل من استخدام الرسوم المتحركة، والمواد الصوتية، ولقطات الفيديو وغيرها من العناصر النشطة؛ لتدعيم القصص الإخبارية والموضوعات المختلفة.
3- الشكل الذي يعتمد على عرض الشرائح:
     يعد هذا الشكل أحد الأساليب الفعالة في عرض وتقديم الموضوعات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، ويتجاوز مجرد عرض عدة صور حول حدث ما، ويعتمد على توظيف الصور المتغيرة والعناصر الجرافيكية مضافاً إليها التعليقات المصاحبة لتقديم مادة مصورة متكاملة، ويراعى وجود ترتيب أو نظام محدد للربط بين الصور وغيرها من العناصر الجرافيكية.
4- القصص المسموعة:
     تأتي أهمية إضافة المادة الصوتية لقالب عرض القصص والموضوعات الإخبارية عندما تقدم هذه المادة الصوتية معنى جديد أو إضافة لا يمكن أن تقدمها الكلمات المكتوبة، ومن الأهمية بمكان ربط المادة النصية بالمادة الصوتية يصاحبها صورة للمصدر المتحدث وغير ذلك من الأساليب الحديثة للاستفادة من إمكانيات الإنترنت.
5- العرض السردي باستخدام الشرائح:
     يعتمد هذا الشكل على الدمج بين أسلوب عرض الشرائح المصورة إلى جانب المادة الصوتية ولقطات الفيديو لتقديم الموضوع الصحفي في قالب، ويتم فيه عرض الصور بتتابع يصاحبها الملفات الصوتية فيكون الشكل النهائي أشبه بفيلم متكامل، وهو يشبه الأسلوب أو الاتجاه الوثائقي، ويمكن استخدامه بفاعلية في عرض القصص التي تتضمن صور وملفات صوتية مؤثرة ومعبرة.
6- الدردشة الحية:
     تمثل الشكل التفاعلي للأسلوب التقليدي المعروف بالسؤال والإجابة، والذي استخدم في عرض بعض الموضوعات في الصحافة التقليدية، بينما في النشر الفوري فإن إمكانية استقبال الأسئلة من أفراد الجمهور تعد وسيلة فعالة لعرض المعلومات ومناقشة القضايا المختلفة.
7- القصص التي تعتمد على الرسومات الساخرة:
     يمكن الاعتماد على الرسوم الساخرة لتقديم وعرض الموضوعات والقصص المختلفة خاصة في حالة عدم وجود مواد مصورة أو لقطات فيديو، إلا أن استخدامها يجب أن يكون مقترناً بهدف ووظيفة تحققها، وأن تقدم للقارئ معلومة أو فكرة؛ حتى لا يتجاهلها مستخدم الموقع الفوري، ويمكن في هذه الحالة أن يكون هذا الأسلوب فعالاً وناجحاً.
8- شكل الوسائط المتعددة التفاعلية:
     يمكن دمج أشكال متعددة لعرض القصص الصحفية في الصحيفة الإلكترونية، وعند دمج هذه العناصر يتم الحصول على نموذج واحد متكامل لكنه متعدد العناصر والأبعاد.
9- القصص الجانبية:
     ترتب على ضرورة الاختصار والتركيز في تقديم القصة الإخبارية ظهور حاجة أخرى ترتبط بتقديم عناصر فرعية وجوانب مختلفة للحدث الرئيسي في شكل قصص جانبية يطلع عليها المستخدم المهتم إذا أراد، وهي تكون منفصلة عن القصة الأساسية؛ حتى لا تعوق سرعة متابعة المستخدم لها،


وتظهر هذه القصص الجانبية كمحاور فرعية منفصلة عن القصة الأساسية ويمكن للمستخدم اختيار ما يهمه منها والانتقال إليه مباشرة دون الاضطرار لقراءة قصة طويلة.

ثالثاً: قوالب التحرير الصحفي الإلكتروني (1)
         بحثت الصحف الإلكترونية عن قوالب تحريرية جديدة لتحرير الأخبار والموضوعات الصحفية، وجاء ذلك وليد تطور أشكال الاتصال، والكم الهائل من المعلومات حول الحدث أو القضية أو المشكلة أو الظاهرة، ويمكن الوقوف على قوالب التحرير الصحفي الإلكتروني على النحو الآتي:
1.    قالب الهرم المقلوب:
    يتيح استخدام هذا القالب الاستعانة بالمقدمة الموجزة، والانتقال منها لقائمة العناوين أو المحاور الرئيسة داخل الموضوع، وكل منها مكتوب بشكل مستقل مع وجود علاقة لاخطية تربط كل هذه المحاور مع بعضها البعض، ويناسب قالب الهرم المقلوب كتابة الأخبار والقصص الإخبارية.
    يبدأ قالب الهرم المقلوب بأهم المعلومات؛ لأن مستخدم الإنترنت لا يقضي وقتاً طويلاً في قراءة الكثير من المواد، ولا قراءة العديد من الفقرات داخل الموضوع الواحد وإنما يتجه إلى المعلومات التي تهمه بسرعة.
2.    قالب السرد المتسلسل: 
    يعتمد هذا القالب على تقسيم المادة إلى مقاطع قصيرة، لكنها تكتب بطريقة خطية سردية بدون وصلات تتيح الانتقال غير الخطي، ويراعى في هذا القالب وضع نهاية مشوقة لكل فقرة، ويناسب النموذج السابق المواد ذات الطبيعة القصصية والدرامية.
3.    قالب الكتل النصية بحجم الشاشة:
    يتم في هذا القالب عرض المادة على شكل وحدات أو كتل كل منها بحجم شاشة واحدة، وتوجد وصلات بينها لكنها تنقل المستخدم بشكل خطي بين الوحدات، مثل: التالي، السابق،  بحيث تبدو كل وحدة منها امتداد لما سبق وتمهيد للتالي، ولذا فليس لها نهاية محددة، وقد توجد وصلات خارجية تنقل لصفحات ومواقع أخرى على الإنترنت، ويناسب هذا القالب القصص والموضوعات التي تحتوي على عدة أحداث وكلها مترابطة بشكل منطقي.
4.    قالب النص الطويل:
    يقوم هذا القالب على عرض النص على شاشات متتالية بحيث يتصفحه المستخدم عن طريق أشرطة التصفح، ويستخدم في حالة المضمون الذي يتطلب عرضه بشكل خطي، ويلاحظ أن هذا الشكل لا يختلف عن الشكل الخطي التقليدي في المطبوعة.
إلى جانب القوالب سابقة الذكر هناك مجموعة أخرى من قوالب التحرير الصحفي الإلكتروني، يمكن الوقوف عليها على النحو الآتي: (2)
القالب غير الخطى "غير الطولي":
     يعد هذا القالب عكس القالب الخطى "الطولي"  الذي يقوم على بناء الأخبار من البداية إلى النهاية
كما لو  كانت في خط مستقيم، وفيها لا يسيطر القارئ على تتابع الأحداث داخل الخبر، ويناسب هذا
القالب الأخبار المنشورة في الصحيفة الإلكترونية، ويقوم على وجود وصلات متعددة، تسمح للقراء باختيار الترتيب الذي يريدون من خلاله الوصول إلى المعلومات التي يتضمنها الخبر، وبموجب هذا القالب يبنى الخبر في صيغة مقاطع بحيث يكون عنوانه ومقدمته على الصفحة الأولى من الموقع بالإضافة إلى وصلات إلى جسمه وتفاصيله وخلفياته التي توضع على صفحات أخرى من الموقع.
نمط لوحة التصميم:
    يعد هذا القالب من الأنماط الجيدة في تحرير الأخبار التي أفرزتها شبكة الإنترنت، ويسمى نمط لوحة التصميم، ويأخذ في اعتباره أن الخبر الإلكتروني يتميز عن الخبر المطبوع باستخدام كافة الإمكانات التي تتيحها بيئة العمل على شبكة الإنترنت خاصة الوسائط المتعددة التفاعلية، ويتم في هذا النمط إدخال الصوت والصورة ورجع الصدى إلى القصة الإخبارية.
نمط المقاطع:
يناسب هذا النمط الأخبار المركبة والمعمقة والقصص الخبرية، ويقوم على تقسيم الخبر إلى مقاطع، والتعامل مع كل مقطع على أنه خبر مستقل له مقدمة وجسم وخاتمة، ويقسم الخبر إلى أجزاء وفقاً لترتيب وقوع الأحداث، أو وفقاً للتطور الزمني للحدث.
نمط القائمة: 
يفيد هذا النمط في تحرير الأخبار عندما يكون لدى المحرر عدة نقاط مهمة يجب تأكيدها، ويقوم على وضع معلومات الخبر في شكل قوائم داخل الخبر أو في خاتمته، ويمكن استخدامه في الأخبار التي تتعلق بدراسات، ونتائج بحوث وبرامج الحكومة، والتقارير الاقتصادية.
 نمط الدائرة:
يتم فيه تحرير الخبر في شكل دائرة، يكون الاستهلال فيها هو النقطة الرئيسية، وكل النقاط المساندة يجب أن تعود إلى النقطة المركزية في الاستهلال، وهو على عكس الهرم المقلوب الذي ترتب فيه الوقائع حسب تدني درجة الأهمية، مع مراعاة أن كل جزء من الخبر متساو في الأهمية، وقد ترجع الخاتمة إلى نقطة الاستهلال.
قالب الساعة الرملية:
يتكون من مقدمة ملخصة، ثم معلومات خلفية عن الحدث، يليه إبراز أهم وجهات نظر أطراف الحدث، ثم عرض زمني متتالي للأحداث الفرعية في الخبر.
نمط ول ستريت جورنال:
يبدأ هذا النمط باستهلال خفيف حول شخص، أو مشهد، أو حادثة، وتقوم فكرته على الانتقال
 من الخاص إلى العام، ويبدأ بشخص، أو مكان، أو حدث يوضح النقطة الرئيسة في الخبر، والاستهلال قد يكون وصفياً، أو سردياً، أو مكانياً، ويتبع ذلك فقرة مركزية توضح مغزى الخبر، ثم يرتب جسم الخبر حسب وجهات النظر المختلفة، وتفضيلات تتعلق بمحور الخبر، وتكون الخاتمة دائرية، ويستخدم فيها نص أو حكاية طريفة تتعلق بالشخص الذي ذكر الاستهلال.

  
رابعاً: تحديات تفرضها الصحافة الإلكترونية على التحرير الإلكتروني (1)
توجد مجموعة من التحديات التي تواجه عمل الصحافة الإلكترونية ويتعين على من يعمل فيها بمن فيهم المحررين أن يعلم بها ويعيها، وهذه التحديات هي:
1.    تعدد المهارات:
    يتعامل المحرر الصحفي في الصحيفة الإلكترونية مع بيئة متعددة الوسائط والخدمات، مما يتطلب منه أن يجيد استخدام مهارات يدوية متعددة، مثل: مهارات استخدام المسجلات الرقمية، ومهارات استخدام الكاميرات الرقمية، ومهارات العمل ميدانياً بالورقة، والقلم، والحاسب الآلي، والهاتف المحمول، إلى جانب استخدام مهارات تحرير الصور، ومهارات استخدام برامج معالجة النصوص، ومهارات استخدام برامج التحميل على الويب، ومهارات استخدام البريد الإلكتروني.
2.    تعدد الأعباء:
    لا ينتهي دور المحرر في الصحافة الإلكترونية عند جمع المعلومات وإعدادها في نص مكتوب كما هو الحال في الصحافة المطبوعة، إنما في الصحافة الإلكترونية تتعدد الأعباء التي يقوم بها من حيث إعداد النص المكتوب، أو الملف الصوتي أو الملف المرئي الذي حصل عليه من موقع الحدث، إضافة إلى أن ذلك يتطلب البحث عن خبراء في القضية، وتجهيزهم للرد على أسئلة الجمهور عبر الموقع، والبحث عن مواقع ذات علاقة بالقضية التي يعالجها، أو  يتيح مجالاً للحوار والنقاش حولها ويقوم بمتابعته.
3.    تغيير برامج التعليم والإعداد:
    أثر التطور الذي شهدته الصحافة الإلكترونية على المناهج الدراسية والدورات التدريبية المتعلقة بالتعليم، حيث ظهرت في المجتمع الأكاديمي مناهج دراسية عديدة متعلقة بالصحافة الإلكترونية، مما أثرى المهارات التي يفترض أن تنمو أو تصقل لدى الطالب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.